الجزيرة ابا
,¸¸سبحانك اللهم وبحمدك, أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك¸,

مرحبا بك فى منتدى الجزيره ابا



تحباتى المدير العام


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الجزيرة ابا
,¸¸سبحانك اللهم وبحمدك, أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك¸,

مرحبا بك فى منتدى الجزيره ابا



تحباتى المدير العام
الجزيرة ابا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حبوبة ام طاجن بقلم ادم صيام

اذهب الى الأسفل

حبوبة ام طاجن بقلم ادم صيام Empty حبوبة ام طاجن بقلم ادم صيام

مُساهمة من طرف cnoc الأربعاء يناير 18, 2012 1:19 pm

حبـوبـة أم طاجون والسائد العام
آدم صيـــام

هي خجيجة بت إساغ جدتي لأمي عمرها كارب القرن ويزيد ، لا أدري كيف تآكلت حتى أصبح وزنها لا يزيد عن ثلاثين كيلوجراماً وطولها لا يربو عن متر وربع المتر بينما ابنها البكر يبلغ مترين ونيف . يقول أقرانها إن سبب تسميتها بأم طاجون يرجع إلى ورودها للبئر بحثاً عن الماء بالطاجن بدلاً من القيروانة وليست القيروان المعروفة ، أرضعتنا أحفادها بالقصص والعجائب مثل قصة فاطمة السمحة والغول وسردت لنا تاريخ قبائل الجيران وصفاتهم ، من الذين يتحولون إلى عفاريت والبعاتي إلى مصاصي الدماء ، وهؤلاء من الخدم ... وأولاء من يتحولون إلى حشرات ، حتى قبائل أحفادها لم تنج من العبودية والتحول والصيران . في يوم نبّهت خالتي ابنتها الصغيرة بأن لا تتقافذ أمامي لأني سأصير زوجها في المستقبل ! فما كان رد جدتي بأنه لا يجوز أن تزوج هذه البنت الصفراء إلا إلى أمثالها !! في إشارة واضحة بأني من قبيلة وضيعة .

جدتي هذه تنسب نفسها إلى العرب الخلص الذين هاجروا إلى كد وقفار – كردفان – وتحكي كيف عاشت أسرتها من عز إلى عز حيث عدد الخيول لديهم يملأ وادياً بأكمله أما الأبقار فإذا رأيت أولها فلا يمكنك تحديد آخرها ، حتى أن الحليب يحلب ويسقى به الخيول أو يدلق في الخيران من كثرته ، أما عدد الخدم والحشم فحدث ولا حرج .

منذ نشأتي ألفيتها لا ترى إلا بأذنيها وتعشق القهوة والبن حد الإدمان، لا يهبط شغالها من على الكانون طوال اليوم لدرجة أنها كثيراً ما كانت تغلي تفل البن – ثفل – بلا لون ولا رائحة وتشرب القهوة في اليوم أكثر من عدد الصلوات . عندما أدركت سر عشقها للقهوة غالباً ما أرجع في العطلات الجامعية متأبطاً رطلين من البن والغرنجال من محلات التيمان في أم درمان ، وعند وصولي إلى المنزل أدخل عليها مسارقة ، وفي ذات مرة سلمت عليها وأعطيتها الأمانة ، فأقسمت عليّ أن لا أتحرك من مكاني حتى أشرب فنجاناً من قهوتها الخاصة ، فملأت لي فنجاناً أصفر اللون تعوم على سطحه حشرة ميتة ، وهي تصر على شرب الفأل ، فما كان مني إلا أن تجرعت الفنجان مغمضاً ومثبتاً الحشرة المباركة بشفتي العليا ، ثم أمرت جميع من في المنزل بالحضور والسلام على الولد الوحيد الكلس بما فيهم أمي.

جدتي تتعرف على أحفادها ليس عن طريق الجينات وإنما بأصواتهم فقط ، فتقول هذا آدم ود فاطنة ، وذاك حيضوري ود زيمت – زينب - وعبد اللاهي ود أمونة ، وعبد الله ود مريم عيدة ، وتسميهم لأمهاتهم على مذهب النسب الأفريقي كما ولها قريب في أبو ظبط – أبو ظبي - .

هذه الحبوبة لها مفرداتها وعباراتها الخاصة فمثلاً : تصف لك شدة ظلام ليلة خريفية بأنك تستطيع أن تتكيء عصاك على ظلامها من الكثافة . ومن عباراتها : ( صنقــر تَــــس ، وقُم زَت ، وأمشي سَـــــــــت سَــــــــــت قضّي غرضك ، وأجري دقــاق تعال) .

cnoc

عدد المساهمات : 35
نقاط : 105
تاريخ التسجيل : 16/03/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى